توقف تطبيق بابارا في تركيا: أزمة مفاجئة تهز قطاع التكنولوجيا المالية

في تطور مفاجئ أثار الكثير من الجدل في الأوساط الاقتصادية والتقنية، توقفت اليوم خدمات تطبيق بابارا (Papara)، أحد أبرز تطبيقات التكنولوجيا المالية في تركيا. جاء هذا التوقف بعد إعلان السلطات التركية عن حملة أمنية أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص على خلفية تحقيقات متعلقة بغسل الأموال.

ما هي شركة بابارا؟

بابارا هي شركة تكنولوجيا مالية تركية تأسست عام 2015 على يد رجل الأعمال أحمد فاروق كارصلı. حصلت على ترخيص من هيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية (BDDK) في عام 2016، وبدأت تقدم خدماتها المالية الرقمية من خلال تطبيق سهل الاستخدام يستهدف تسهيل المعاملات المالية دون الحاجة إلى حساب بنكي تقليدي.

تشمل خدمات بابارا:

• تحويل الأموال الفوري بين المستخدمين.
• الدفع عبر الإنترنت.
• تسديد الفواتير.
• إصدار بطاقات دفع مسبقة الدفع مقبولة عالميًا.
• استرداد نقدي (Cashback) على عدد من المشتريات.

وقد نجحت الشركة في جذب أكثر من 23 مليون مستخدم داخل تركيا وخارجها، كما قامت بتوسيع عملياتها عبر الاستحواذ على شركات عالمية مثل SadaPay في باكستان وRebellion Pay في إسبانيا.

تفاصيل التوقف وأسباب الأزمة

ابتداءً من يوم 27 مايو 2025، بدأ عدد كبير من مستخدمي تطبيق بابارا بالإبلاغ عن مشكلات في تسجيل الدخول واستخدام الخدمات. لم تمر ساعات حتى أعلنت وزارة الداخلية التركية عن عملية أمنية شاملة شملت:

• توقيف 13 شخصًا، بينهم مؤسس الشركة أحمد فاروق كارصلı.
• فتح تحقيق في تكوين منظمة إجرامية وغسل أموال.
• الكشف عن استخدام أكثر من 26,000 حساب لتحويل أرباح مراهنات غير قانونية.
• إجمالي التحويلات غير المشروعة بلغ 12.9 مليار ليرة تركية (حوالي 330 مليون دولار).

ووفقًا لبيان الوزير علي يرليكايا، فقد استُخدمت الحسابات في معاملات تراهن غير مشروع على الإنترنت، وقد لعب التطبيق دور الوسيط في تسهيل هذه العمليات.

موقف الشركة وردود الأفعال

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر شركة بابارا بيانًا رسميًا توضح فيه ملابسات القضية أو تفاصيل التوقف. في المقابل، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا من المستخدمين الذين أعربوا عن قلقهم تجاه أموالهم المحفوظة داخل التطبيق، وطالبوا بطمأنتهم حول مصير حساباتهم.

ما الذي يجب على المستخدمين فعله الآن؟

في ظل هذه الأحداث، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:

• مراقبة الحسابات: تفقد حسابك إن استطعت، وابحث عن أي نشاط غير معتاد.
• تجنب تسجيل الدخول من تطبيقات غير رسمية: بعض الجهات قد تستغل الموقف لخداع المستخدمين.
• متابعة الأخبار الرسمية: سواء من الجهات الحكومية أو من القنوات الرسمية لبابارا.
• التواصل مع الدعم الفني: في حال استعادة الخدمة، حاول التواصل مباشرة مع فريق الدعم لأي استفسار.

ختامًا

ما يحدث اليوم مع شركة بابارا يُعد اختبارًا حقيقيًا لقوة قطاع التكنولوجيا المالية في تركيا، والذي نما بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وبينما ينتظر المستخدمون استعادة خدمات التطبيق وتوضيح الحقائق، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا بأهمية الشفافية والامتثال الكامل للقوانين في عصر الاقتصاد الرقمي.